السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5267 [ ص: 532 ] باب في قلة الدنيا والصبر عنها ، وأكل ورق الشجر

وذكره النووي ، في : (كتاب الزهد ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 100 ، 101 ج 18 ، المطبعة المصرية

(عن قيس ؛ قال : سمعت سعد بن أبي وقاص ؛ يقول : والله ! إني لأول رجل -من العرب- رمى بسهم ، في سبيل الله .

ولقد كنا نغزو مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ما لنا طعام نأكله : إلا ورق الحبلة ، وهذا السمر . حتى إن أحدنا ليضع ، كما تضع الشاة . ثم أصبحت بنو أسد : تعزرني على الدين . لقد خبت إذا ، وضل عملي .

ولم يقل ابن «نمير » : إذا ) .



(الشرح)

(عن سعد بن أبي وقاص ، رضي الله عنه ؛ قال : والله ! إني لأول رجل - من العرب - رمى بسهم في سبيل الله ) .

فيه : منقبة ظاهرة له ، وجواز : مدح الإنسان نفسه ، عند [ ص: 533 ] الحاجة . وقد سبقت : نظائرها ، وشرحها .

(ولقد كنا نغزو مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ما لنا طعام نأكله : إلا ورق الحبلة ، وهذا السمر ) .

«الحبلة » : بضم الحاء وإسكان الباء .

«والسمر » : بفتح السين ، وضم الميم . وهما نوعان من شجر البادية كذا قاله أبو عبيد ، وآخرون .

وقيل : «الحبلة » : ثمر العضاه . وهذا يظهر على رواية البخاري : «إلا الحبلة ، وورق السمر » .

[ ص: 534 ] (حتى إن أحدنا ليضع ، كما تضع الشاة ) . وفي رواية ؛ قال : «حتى إن كان أحدنا ليضع ، كما يضع العنز ، ما يخلطه بشيء » .

فيه : بيان ما كانوا عليه من الزهد في الدنيا ، والتقلل منها ، والصبر في طاعة الله : على المشاق الشديدة .

(ثم أصبحت بنو أسد : تعزرني على الدين ) . قالوا : المراد «ببني أسد » : بنو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى .

قال الهروي : معنى «تعزرني » : توقفني . «والتعزير » : التوقيف على الأحكام والفرائض .

وقال ابن جرير : معناه : تقومني وتعلمني . ومنه «تعزير السلطان » وهو تقويمه بالتأديب .

وقال الجرمي : معناه : «اللوم والعتب » . وقيل : معناه : توبخني على التقصير فيه .

[ ص: 535 ] (لقد خبت إذا ، وضل عملي ) ولم يقل ابن نمير : «إذا » .

التالي السابق


الخدمات العلمية