السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5266 باب : إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي

وهو في النووي ، في : (كتاب الزهد ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 100 ج 18 ، المطبعة المصرية

(عن بكير بن مسمار ؛ حدثني عامر بن سعد ؛ قال : كان سعد بن أبي وقاص ، في إبله ، فجاءه ابنه «عمر » . فلما رآه سعد ، قال : أعوذ بالله : من شر هذا الراكب . فنزل ، فقال له : أنزلت في إبلك وغنمك ، وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم ؟ فضرب سعد في صدره ؛ فقال : اسكت ؛ سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : «إن الله يحب : العبد التقي ، الغني ، الخفي » ) .


(الشرح)

(عن عامر بن سعد ، قال : كان سعد بن أبي وقاص في إبله ، فجاء ابنه «عمر » . فلما رآه سعد ، قال : أعوذ بالله من شر هذا الراكب .

[ ص: 543 ] فنزل ، فقال له : أنزلت في إبلك وغنمك ، وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم ؟ فضرب سعد في صدره ، فقال : اسكت ؛ سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ يقول : «إن الله يحب العبد التقي ، الغني ، الخفي » ) .

قال النووي : المراد بالغني : «غني النفس » . هذا هو الغني المحبوب ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «ولكن الغنى : غنى النفس » وأشار عياض إلى أن المراد : الغنى بالمال . انتهى .

قلت : ولا مانع من إرادة الجميع .

قال : وأما «الخفي » فبالخاء المعجمة . هذا هو الموجود في النسخ ، والمعروف في الروايات . وذكر عياض أن بعض رواة مسلم ، رواه : «بالمهملة » .

فمعناه بالمعجمة : الخامل ، المنقطع إلى العبادة ، والاشتغال بأمور نفسه .

ومعناه بالمهملة : الوصول للرحم ، اللطيف بهم ، وبغيرهم من الضعفاء .

والصحيح : «بالمعجمة » .

[ ص: 544 ] وفي هذا الحديث : حجة لمن يقول : الاعتزال أفضل من الاختلاط .

وفي المسألة خلاف .

ومن قال بالتفضيل للاختلاط : قد يتأول هذا على الاعتزال وقت الفتنة ونحوها . انتهى .

قلت : وبهذا يحصل التوفيق بين الأحاديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية