السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5301 باب : من سمع وراءى بعمله

وهو في النووي ، في : (باب تحريم الرياء ) (حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 119 ج 18 ، المطبعة المصرية

(عن ابن عباس ؛ قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «من سمع : سمع الله به . ومن راءى : راءى الله به » ) .


(الشرح)

(عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ؛ قال : قال رسول الله صلى الله [ ص: 546 ] عليه وآله وسلم : « من سمع : سمع الله به . ومن راءى : راءى الله به ) .

قال العلماء : معناه : من راءى بعمله ، وسمعه الناس : ليكرموه ، ويعظموه ، ويعتقدوا خيره : سمع الله به يوم القيامة الناس ، وفضحه .

وقيل : معناه : من سمع بعيوبه وأذاعها : أظهر الله عيوبه . وقيل : أسمعه المكروه . وقيل : أراه الله ثواب ذلك ، من غير أن يعطيه إياه . ليكون حسرة عليه .

وقيل : معناه : من أراد بعمله الناس : أسمعه الله الناس . وكان ذلك حظه منه . انتهى . قلت : ولا مانع من إرادة جميع هذه المعاني .

والتسميع : التشييع والتشهير ، وإزالة الخمول : بنشر الذكر ، والإسماع .

وفي حديث جندب متفق عليه - ؛ بلفظ : «من سمع : سمع الله به . ومن يرائي : يرائي الله به » . أي : من شهر نفسه وقصد التشهير ، أو من سمع الناس فضائله وأحواله : شهر الله به عيوبه يوم القيامة ، ويجزي الله جزاء المرائي ؛ بأن يقول : اطلب جزاء عملك ، ممن عملت لأجله .

[ ص: 547 ] وفي حديث أبي سعيد بن أبي فضالة ؛ مرفوعا ؛ قال : «إذا جمع الله الناس ، يوم القيامة - ليوم لا ريب فيه - : نادى مناد : من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا : فليطلب ثوابه من عند غير الله ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك » رواه أحمد .

وفي حديث عمر بن الخطاب ؛ يرفعه : «إن يسير الرياء : شرك . . » . الخ رواه ابن ماجه ، والبيهقي في شعب الإيمان .

والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا . والحذر من السمعة والرياء : مشكل ، إلا من رحمه الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية