السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1339 كتاب فضائل القرآن

وقال النووي - في الجزء الثاني - : (باب فضائل القرآن ، وما يتعلق به ) .

باب في فاتحة الكتاب

وقال النووي - في الجزء الثاني : (باب فضل الفاتحة ، وخواتيم سورة البقرة ، والحث على قراءة الآيتين : من آخر البقرة ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 91 ج6 ، المطبعة المصرية

(عن ابن عباس ؛ قال : بينما جبريل قاعد ، عند النبي ، صلى الله عليه وسلم : سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه ، فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم -لم يفتح قط ، إلا اليوم- فنزل منه : ملك ، فقال : [ ص: 562 ] هذا ملك نزل إلى الأرض -لم ينزل قط ، إلا اليوم- فسلم ، وقال : أبشر بنورين أوتيتهما ، لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما : إلا أعطيته » ) .


(الشرح)

(عن ابن عباس ) رضي الله عنهما ، (قال : بينما جبريل قاعد ، عند النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم : سمع نقيضا من فوقه ) أي : صوتا ، كصوت الباب ، إذا فتح (فرفع رأسه ، فقال : هذا باب من السماء ، فتح اليوم - ولم يفتح قط إلا اليوم - فنزل منه : ملك ، فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض - لم ينزل قط ، إلا اليوم - فسلم ، وقال : أبشر بنورين أوتيتهما ، لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة . لن تقرأ بحرف منهما : إلا أعطيته ) أي : أعطيت ثوابه ، أو أعطاك الله : ما اشتمل عليه من الدعاء ، كما في خواتيم سورة البقرة ؛ فإنها دعاء . وكذا الفاتحة ؛ فإنها ثناء ، ودعاء . كما ثبت في مسلم وغيره ، من حديث « أبي هريرة » ، قال : سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : «قال الله : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي : نصفين ، ولعبدي ما سأل . . الحديث » .

[ ص: 563 ] فيه : أن للسماء أبوابا ، ولأبوابها نقيضا ، وأن الملائكة تنزل منها ، وأن القرآن نزل من السماء .

وفيه : فضيلة قراءة ما ذكر ، وأن القرآن حرف وصوت ، ويحصل الأجر على قراءة حرف منه .

وفيه : أنه نزل بالفاتحة ، وخواتيم سورة البقرة : ملك غير جبريل .

وقيل : إن جبريل نزل قبل هذا الملك : معلما بذلك ، ومخبرا بنزول الملك . فهو مشارك له في إنزالها .

وقال القرطبي : إن جبريل نزل بها أولا بمكة ، ثم أنزل هذا الملك ثانيا : بثوابها .

التالي السابق


الخدمات العلمية