السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1347 (باب منه )

وهو في النووي - في الجزء الثاني - في : (باب فضل قراءة «قل هو الله أحد » ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 95 ج6 ، المطبعة المصرية

[ ص: 578 ] عن عائشة ؛ أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : بعث رجلا على سرية . وكان يقرأ لأصحابه -في صلاتهم- ، فيختم بـ «قل هو الله أحد » .

فلما رجعوا : ذكر ذلك ، لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : «سلوه ، لأي شيء يصنع ذلك ؟ » . فسألوه ؛ فقال : لأنها صفة الرحمن ؛ فأنا أحب : أن أقرأ بها .


فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «أخبروه : أن الله يحبه » ) .



(الشرح)

(عن عائشة ، رضي الله عنها ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : بعث رجلا على سرية . وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم : بـ «قل هو الله أحد » . فلما رجعوا : ذكروا ذلك لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقال : «سلوه ، لأي شيء صنع ذلك ؟ فسألوه ؛ فقال : إنها صفة الرحمن ؛ فأنا أحب : أن أقرأ بها . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «أخبروه : أن الله يحبه » ) .

[ ص: 579 ] قال المازري : «محبة الله لعباده » : إرادة ثوابهم ، وتنعيمهم . وقيل : «محبته لهم » : نفس الإثابة ، والتنعيم ، لا الإرادة .

قال عياض : وأما «محبتهم له ، سبحانه » : فلا يبعد فيها الميل منهم إليه سبحانه . وهو متقدس عن الميل .

قال : وقيل : «محبتهم له » : استقامتهم على طاعته .

وقيل : الاستقامة «ثمرة المحبة » . وحقيقة المحبة له : «ميلهم إليه » لاستحقاقه سبحانه وتعالى : المحبة ، من جميع وجوهها . انتهى .

قلت : ولا حاجة إلى هذا القيل والقال . والذي يترجح عند الفحول - من أهل العلم - : تفويض معنى هذه الألفاظ إلى العزيز المتعال ، والإيمان بظاهرها : بلا كيف ، ولا مثال .

وقد وردت في هذه السورة : أحاديث ، دالة على عظيم فضلها ، وكثرة أجر تاليها ؛ منها : ما تقدم . ومنها : ما أخرجه البخاري ، من حديث أنس ، وفيه : «أن أصحاب الرجل ، قالوا له : إما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها ، وتقرأ بأخرى . ثم ارتفعوا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقال له : ما يحملك على لزوم هذه السورة ، في كل ركعة ؟ » فقال : إني أحبها . فقال : «حبك إياها : أدخلك الجنة » .

[ ص: 580 ] ومنها : حديث « أبي هريرة » عند مسلم ؛ قال لأصحابه - : «احشدوا . فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن » . ثم خرج ، فقرأ : «قل هو الله أحد » .

ومعنى «احشدوا » : اجتمعوا . قاله النووي «رحمه الله » .

التالي السابق


الخدمات العلمية