السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1336 باب فضل تعليم القرآن

وقال النووي - في الجزء الثاني - : (باب فضل قراءة القرآن في الصلاة ، وتعلمه ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 89 ج6 ، المطبعة المصرية

(عن موسى بن علي ؛ قال : سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر ؛ قال : خرج رسول الله ، صلى الله عليه وسلم -ونحن في الصفة- ؛ فقال : «أيكم يحب أن يغدو -كل يوم- إلى بطحان ، أو إلى العقيق : فيأتي منه : بناقتين كوماوين ، في غير إثم ، ولا قطع رحم ؟ » .

[ ص: 587 ] فقلنا : يا رسول الله ! نحب ذلك .

قال : «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد ، فيعلم -أو يقرأ- آيتين من كتاب الله ، عز وجل : خير له : من ناقتين . وثلاث خير له : من ثلاث ، وأربع خير له : من أربع . ومن أعدادهن من الإبل ؟ » ) .



(الشرح)

(عن عقبة بن عامر ) رضي الله عنه ؛ (قال : خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم - ونحن في الصفة - قال : أيكم يحب أن يغدو - كل يوم - إلى بطحان ) : بضم الباء ، وإسكان الطاء : «موضع بقرب المدينة » .

(أو إلى العقيق ) : واد منها . (فيأتي منه : بناقتين كوماوين ) (الكوما من الإبل » : بفتح الكاف : العظيمة السنام .

(في غير إثم ، ولا قطع رحم ؟ فقلنا : يا رسول الله ! كلنا يحب ذلك . قال : «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد ، فيعلم - أو يقرأ آيتين من كتاب الله ، خير له : من ناقتين . وثلاث خير له : من ثلاث [ ص: 588 ] وأربع خير له : من أربع ، ومن أعدادهن من الإبل ؟ » ) .

وفي حديث « أبي هريرة » يرفعه ؛ عند مسلم : « أيحب أحدكم - إذا رجع إلى أهله - : أن يجد فيه : ثلاث خلفات عظام سمان ؟ » قلنا : نعم . قال : «فثلاث آيات ، يقرأ بهن أحدكم - في صلاته - : خير له : من ثلاث خلفات عظام سمان » .

«والخلفات » بفتح الخاء المعجمة ، وكسر اللام : الحوامل من الإبل ، إلى أن يمضي عليها : نصف أمدها . ثم هي «عشار » . والواحدة : «خلفة ، وعشراء » .

وفي فضل تعليم الكتاب ، وقراءته ، وتعلمه : أحاديث كثيرة ، صحيحة ، طيبة ؛ منها : حديث عثمان بن عفان «رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : «خيركم من تعلم القرآن ، وعلمه » . أخرجه الشيخان ، وأهل السنن .

[ ص: 589 ] وأخرج مسلم وغيره ؛ من حديث « أبي هريرة » مرفوعا ؛ قال : « ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم : إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده » .

والمراد بالتلاوة هنا : القراءة . وبالتدارس : التعليم ، والتعلم . اللهم ! اجعلنا منهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية