السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4982 (باب منه )

وهو في النووي ، في : (الباب المتقدم ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 123 ، 124 ج17 ، المطبعة المصرية



[ ص: 658 ] (عن ابن جريج ؛ أخبرني ابن أبي مليكة : أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ؛ أخبره : أن مروان قال : اذهب ، يا رافع ! -لبوابه- إلى ابن عباس ؛ فقل : لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى ، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا : لنعذبن أجمعون . فقال ابن عباس : ما لكم ، ولهذه الآية ؟ إنما أنزلت هذه الآية ، في أهل الكتاب .

ثم تلا ابن عباس :
وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه هذه الآية .

وتلا ابن عباس : لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا وقال ابن عباس : سألهم النبي ، صلى الله عليه وسلم عن شيء ، فكتموه إياه ، وأخبروه بغيره . فخرجوا قد أروه : أن قد أخبروه بما سألهم عنه ، واستحمدوا بذلك إليه . وفرحوا بما أتوا -من كتمانهم إياه : ما سألهم عنه- ) .



(الشرح)

(عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ؛ أن مروان قال : اذهب ، يا رافع ! - لبوابه - إلى ابن عباس ، فقل : لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى ، وأحب أن يحمد بما لم يفعل ، معذبا : لنعذبن أجمعون . فقال ابن عباس : ما لكم ، ولهذه الآية ؟ إنما أنزلت هذه الآية ، في أهل الكتاب . ثم تلا ابن عباس : « وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ، ولا تكتمونه [ ص: 659 ] هذه الآية . وتلا ابن عباس : « لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا .

وقال ابن عباس : سألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن شيء ، فكتموه إياه ، وأخبروه بغيره . فخرجوا قد أروه : أن قد أخبروه بما سألهم عنه ، فاستحمدوا بذلك إليه ، وفرحوا بما أتوا - من كتمانهم إياه : ما سألهم عنه - ) .

قال في (فتح البيان ): ظاهر هذه الآية - وإن كان مخصوصا بعلماء أهل الكتاب - فلا يبعد أن يدخل فيه : علماء هذه الأمة الإسلامية ، لأنهم أهل كتاب ، وهو القرآن . قال قتادة : «طوبى لعالم ناطق ، ومستمع واع ! » هذا علم علما ، فبذله . وهذا سمع خيرا ، فقبله ورعاه . وعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : « من سئل علما يعلمه ، فكتمه : ألجم بلجام من نار » أخرجه الترمذي .

[ ص: 660 ] ولأبي داود : « من سئل عن علم ، فكتمه : ألجمه الله بلجام من نار ، يوم القيامة » .

وفي الباب : أخبار ، وآثار كثيرة .

قال : والظاهر شمولها لكل من حصل منه : ما تضمنته هذه الآية ، عملا بعموم اللفظ - وهو المعتبر - لا بخصوص السبب . فمن فرح بما فعل ، وأحب أن يحمده الناس بما لم يفعل : فلا تحسبنه بمفازة من العذاب . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية