السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5339 باب في قوله تعالى : ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

وهو في النووي ، في : (كتاب التفسير ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 156 ج 18 ، المطبعة المصرية

(عن عائشة -في قوله ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف - ؛ قالت : أنزلت في والي مال اليتيم ، الذي يقوم عليه ويصلحه -إذا كان محتاجا- أن يأكل منه ) .


(الشرح) (عن عائشة ، رضي الله عنها - في قوله عز وجل : [ ص: 666 ] « ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف - قالت : أنزلت في والي اليتيم الذي يقوم عليه ويصلحه - إذا كان محتاجا - أن يأكل منه ) .

قال النووي : هو أيضا مذهب الشافعي ، والجمهور . وقالت طائفة : لا يجوز . وحكي عن ابن عباس ، وزيد بن أسلم ، قالا : وهذه الآية منسوخة بقوله تعالى : « الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية . وقيل : بقوله تعالى : « ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل .

قال : واختلف الجمهور فيما إذا أكل ؛ هل يلزمه رد بدله ؟ وهما وجهان للشافعية ؛ أصحهما : لا يلزمه .

وقال فقهاء العراق : إنما يجوز له الأكل ؛ إذا سافر في مال اليتيم . والله أعلم . انتهى .

وفي(فتح البيان ): قال النخعي ، وعطاء ، والحسن ، وقتادة : لا قضاء على الفقير ، فيما يأكل بالمعروف . وبه قال جمهور الفقهاء .

قال : وهذا بالنظم القرآني ألصق .

والمراد «بالمعروف » : المتعارف به بين الناس ؛ فلا يترفه بأموال [ ص: 667 ] اليتامى ، ويبالغ في التنعم بالمأكول ، والمشروب ، والملبوس . ولا يدع نفسه عن سد الفاقة ، وستر العورة .

وأخرج أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن أبي حاتم ؛ عن ابن عمر : (أن رجلا سأل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقال : ليس لي مال ، ولي يتيم . فقال : «كل من مال يتيمك : غير مسرف ، ولا مبذر ، ولا متأثل مالا ، ومن غير أن تقي مالك من ماله » ) . انتهى . وهذا نص - في محل الاختلاف - في جواز الأكل وعدم جوازه ، للغني والفقير .

التالي السابق


الخدمات العلمية