السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
228 (باب منه )

وهو في النووي ، في (الباب السابق ) .

[ ص: 686 ] (حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 195 ، 196 ج 2 ، المطبعة المصرية

(عن أبي ذر ؛ أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال -يوما- : «أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم .

قال : «إن هذه تجري ، حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك ، حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت . فترجع فتصبح طالعة من مطلعها .

ثم تجري ، حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ، ولا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت . فترجع فتصبح طالعة من مطلعها . ثم تجري ، لا يستنكر الناس منها شيئا ، حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش ، فيقال لها : ارتفعي ، أصبحي طالعة من مغربك ، فتصبح طالعة من مغربها .

فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «أتدرون متى ذاكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) .



(الشرح)

(عن أبي ذر ) رضي الله عنه ؛ (أن النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قال - يوما - : «أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم .

[ ص: 687 ] قال : إن هذه تجري ، حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك ، حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت . فترجع فتصبح طالعة من مطلعها .

ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة . فلا تزال كذلك ، حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت . فترجع فتصبح طالعة من مطلعها .

ثم تجري ، لا يستنكر الناس منها شيئا ، حتى تنتهي إلى مستقرها ذلك تحت العرش ، فيقال لها : ارتفعي ، أصبحي طالعة من مغربك تحت العرش ، فتصبح طالعة من مغربها .

فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : « أتدرون متى ذاكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها ، لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت في إيمانها خيرا » ) .

قال عياض : هذا الحديث على ظاهره - عند أهل الحديث ، والفقه ، والمتكلمين من أهل السنة - خلافا لما تأولته الباطنية .

وأما كون مستقرها تحت العرش ، وخرورها ساجدة : فهذا مما اختلف المفسرون فيه ؛

فقال جماعة بظاهر الحديث . قال الواحدي : وعلى هذا القول ، إذا غربت كل يوم : استقرت تحت العرش ، إلى أن تطلع من مغربها .

[ ص: 688 ] وقال قتادة ، ومقاتل : معناه : تجري إلى وقت لها ، وأجل لا تتعداه . قال : وعلى هذا ؛ مستقرها : انتهاء سيرها ، عند انقضاء الدنيا . وهذا اختيار الزجاج .

وقال الكلبي : تسير في منازلها ، حتى تنتهي إلى آخر مستقرها الذي لا تجاوزه ، ثم ترجع إلى أول منازلها . واختار ابن قتيبة هذا القول .

وأما سجود الشمس ؛ فهو بتمييز وإدراك : بخلق الله تعالى فيها . والله أعلم بالصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية