السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5353 سورة الأعراف : باب في قوله تعالى : « خذوا زينتكم عند كل مسجد

وأورده النووي ، في : (كتاب التفسير ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 162 ج 18 ، المطبعة المصرية

(عن ابن عباس ؛ قال : كانت المرأة تطوف بالبيت ، وهي عريانة ، فتقول : من يعيرني تطوافا ، تجعله على فرجها وتقول :


اليوم يبدو بعضه ، أو كله فما بدا منه ، فلا أحله



فنزلت هذه الآية : خذوا زينتكم عند كل مسجد » ) .
[ ص: 689 ] (الشرح)

(عن ابن عباس ) رضي الله عنهما ؛ (قال : كانت المرأة تطوف بالبيت ، وهي عريانة ، فتقول : من يعيرني تطوافا ) بكسر التاء . وهو ثوب تلبسه المرأة ، تطوف به .

وكان أهل الجاهلية : يطوفون عراة ، ويرمون ثيابهم ، ويتركونها ملقاة على الأرض ، ولا يأخذونها أبدا ، ويتركونها تداس بالأرجل حتى تبلى . ويسمى : «الإلقاء » . حتى جاء الإسلام ، فأمر الله تعالى بستر العورة .

(تجعله على فرجها ، وتقول :


اليوم يبدو بعضه ، أو كله فما بدا منه ، فلا أحله



فنزلت هذه الآية : « خذوا زينتكم عند كل مسجد ) .

أمر الله تعالى : بستر العورة ، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «لا يطوف بالبيت عريان » .

قال في(فتح البيان ): هذا خطاب لجميع بني آدم ، وإن كان واردا على سبب خاص . فالاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب .

«والزينة » : ما يتزين به الناس ، من الملبوس .

أمروا بالتزين عند الحضور إلى المساجد : للصلاة ، والطواف .

[ ص: 690 ] قال : وقد استدل بالآية على : وجوب ستر العورة في الصلاة ، وإليه ذهب جمهور أهل العلم ، بل سترها واجب : في كل حال من الأحوال ، وإن كان الرجل خاليا ، كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية