السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5362 [ ص: 726 ] سورة الحج : باب في قوله تعالى : « هذان خصمان اختصموا في ربهم

وهو في النووي ، في : آخر (كتاب التفسير ) ، وعليه ختم مسلم صحيحه . .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 166 ج 18 ، المطبعة المصرية

(عن قيس بن عباد ؛ قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما : إن هذان خصمان اختصموا في ربهم إنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر : «حمزة ، وعلي ، وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة -ابنا ربيعة- ، والوليد بن عتبة » ) .


(الشرح)

(عن قيس بن عباد ؛ قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما : إن هذان خصمان اختصموا في ربهم إنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة وعلي ، وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة - ابنا ربيعة - ، والوليد بن عتبة ) . وقال بمثل هذا : جماعة من الصحابة والتابعين - وهم أعرف من غيرهم بأسباب النزول - . وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره أيضا ، عن علي ؛ أنه قال : «فينا نزلت هذه الآية ، وأنا أول من يجثو في الخصومة على ركبتيه ، بين يدي الله ، يوم القيامة » .

[ ص: 727 ] وقيل : الخصمان ، أحدهما : أنحس الفرق «اليهود ، والنصارى ، والصابئون ، والمجوس ، والذين أشركوا » ، والخصم الآخر : المسلمون . فهما فريقان يختصمان . قاله الفراء وغيره .

وقيل : المراد بالخصمين : «الجنة والنار » ؛ قالت الجنة : خلقتني لرحمة ، وقالت النار : خلقتني لعقوبة . وهو ضعيف . والأول أولى .

قال أبو حيان : الظاهر أن الاختصام ، هو في الآخرة ، بدليل التقسيم : بالفاء الدالة على التعقيب ، في قوله : «فالذين كفروا » . وإن قلنا هذا في الدنيا ، فالجواب : أنه لما كان تحقيق مضمونه في ذلك اليوم : صح جعل يوم القيامة ظرفا له ، بهذا الاعتبار . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية