السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
174 سورة الفرقان : باب في قوله تعالى : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر

وهو في النووي ، في الجزء الأول ، في : (باب كون الإسلام يهدم ما قبله ، وكذا الحج والهجرة ) .

[ ص: 770 ] (حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 139 ، 140 ج 2 ، المطبعة المصرية

(عن ابن عباس ؛ أن ناسا من أهل الشرك : قتلوا ، فأكثروا . وزنوا ، فأكثروا . ثم أتوا محمدا ، صلى الله عليه وسلم ؛ فقالوا : إن الذي تقول وتدعو ، لحسن .

ولو تخبرنا : أن لما عملنا ، كفارة ! فنزل : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما .

ونزل : يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) .



(الشرح)

(عن ابن عباس ) رضي الله عنهما ، (أن ناسا من أهل الشرك : قتلوا ، فأكثروا . وزنوا : فأكثروا . وأتوا محمدا ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالوا : إن الذي تقول ، وتدعو إليه : لحسن . ولو تخبرنا : أن لما عملنا ، كفارة ! ) .

فيه محذوف ، وهو جواب «لو » . أي «لو تخبرنا ، لأسلمنا » . وحذفه كثير في القرآن العزيز ، وكلام العرب . كقوله تعالى : ولو ترى إذ الظالمون [ ص: 771 ] وأشباهه . (فنزلت : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاما ) .

قيل : معناه : عقوبة .

وقيل : هو واد في جهنم .

وقيل : بئر فيها .

وقيل : «جزاء إثمه » .

قاله النووي .

قال الفراء : «آثمه الله ، يؤثمه : آثاما وأثاما ، أي : جازاه جزاء الإثم ، فهو مأثوم . أي : مجزي جزاء الإثم .

وقال السدي : هو جبل في النار .

(ونزل : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، الآية إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) .

وفي هذه الآية ، من أنواع المعاني والبيان : أشياء حسنة ، ذكرتها في (فتح البيان ) ، وأطلت في معنى هذه الآية ، فراجعه .

التالي السابق


الخدمات العلمية