السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5341 [ ص: 776 ] سورة الأحزاب : باب في قوله تعالى : إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم

وهو في النووي ، في : (كتاب التفسير ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 157 ج 18 ، المطبعة المصرية

(عن عائشة -في قوله عز وجل : إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر - ؛ قالت : كان ذلك يوم الخندق ) .


(الشرح)

(عن عائشة ) رضي الله عنها ؛ (- في قوله تعالى : إذ جاءوكم من فوقكم ) أي : من أعلى الوادي ، وهو من جهة المشرق .

(ومن أسفل منكم ، وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر - قالت : كان ذلك يوم الخندق ) .

قال في (فتح البيان ) : الذين جاءوا من هذه الجهة - جهة الفوق - هم غطفان ، وسيدهم : «عيينة بن حصن » . وهوازن ، وسيدهم : «عوف بن مالك » . وأهل نجد ، وسيدهم : «طليحة بن خويلد الأسدي » . وانضم إليهم : «بنو النضير » .

[ ص: 777 ] والذين جاءوا من جهة المغرب - من ناحية مكة هم قريش ومن معهم : من الأحابيش ، وسيدهم : «أبو سفيان بن حرب » .

وجاء أبو الأعور السلمي ، ومعه «حيي بن أخطب » اليهودي ، في يهود «بني قريظة » من وجه الخندق ومعهم : «عامر بن الطفيل » .

ومعنى «زاغت » : مالت وعدلت عن كل شيء ، فلم تنظر إلا إلى عدوها (مقبلا من كل جانب ) .

وقيل : شخصت : دهشا من فرط الهول والحيرة .

«وحناجر » : جمع «حنجرة » ، وهي جوف الحلقوم .

وقيل : رأس الغلصمة «والغلصمة » : هي رأس الحلقوم .

وقيل : هي منتهى الحلقوم .

«والحلقوم » : مجرى الطعام والشراب . وقيل : مجرى النفس .

«والمري » : مجرى الطعام والشراب . وهو تحت الحلقوم .

والمعنى : ارتفعت القلوب عن مكانها ، ووصلت من الفزع والخوف : إلى الحناجر . فلولا أنه ضاق الحلقوم عنها (وهو الذي نهايته الحنجرة ) ، لخرجت . كذا قال قتادة .

التالي السابق


الخدمات العلمية