السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
987 (باب منه) وذكر النووي في الباب المتقدم.

(حديث الباب).

وهو بصحيح مسلم النووي ص 123 ج 5 المطبعة المصرية.

[وحدثنا يحيى بن أيوب، ومحمد بن الصباح، وقتيبة، وابن حجر. قالوا حدثنا إسمعيل بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن، أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة. حين انصرف من الظهر. وداره بجنب المسجد. فلما دخلنا عليه، قال: أصليتم العصر؟ فقلنا له: إنما انصرفنا الساعة من الظهر. قال فصلوا العصر. فقمنا فصلينا. فلما انصرفنا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تلك صلاة المنافق. يجلس يرقب الشمس. حتى إذا كانت بين قرني الشيطان. قام فنقرها أربعا. لا يذكر الله فيها إلا قليلا". ] .


[ ص: 158 ] (الشرح) .

(عن العلاء بن عبد الرحمن أنه دخل على أنس بن مالك) رضي الله عنه (في داره بالبصرة، حين انصرف من الظهر، وداره بجنب المسجد، فلما دخلنا عليه، قال: أصليتم العصر؟ فقلنا له: إنما انصرفنا الساعة من الظهر. قال: فصلوا العصر. فقمنا فصلينا، فلما انصرفنا. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس").

"فيه" تصريح بذم تأخير صلاة العصر بلا عذر، "حتى إذا كانت بين قرني الشيطان" هو على حقيقته، وظاهر لفظه يعني: أنه يحاذيها "بقرنيه" عند غروبها، وكذا عند طلوعها.

وقيل: هو على المجاز. والمراد علوه، وارتفاعه، وسلطانه، وتسلطه، وغلبة أعوانه.

قال الخطابي: هو تمثيل. ومعناه: أن تأخيرها بتزيين الشيطان ومدافعته لهم عن تعجيلها، كمدافعة ذوات القرون لما تدفعه.

قال النووي: والصحيح الأول.

قلت: وهو المتعين المختار إن شاء الله تعالى. ولا ملجئ إلى التأويل بالتمثيل.

ورحم الله الخطابي؛ فقد غلب عليه في أمثال هذه الكلمات والعبارات، النزوع إلى التأويلات، والتوجيهات.

[ ص: 159 ] وقد كان السلف في عافية عن مثل ذلك، فعليك أيها المخلص في الدين باتباع من سلف من الأئمة الصالحين، وبالله التوفيق.

"قام: فنقرها أربعا، لا يذكر الله فيها إلا قليلا".

تصريح "بذم" من صلى "مسرعا" بحيث لا يكمل الخشوع والطمأنينة والأذكار.

والمراد "بالنقر": سرعة الحركات، كنقر الطائر.

التالي السابق


الخدمات العلمية