السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5352 سورة الحديد : باب في قوله تعالى : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

وهو في النووي ، في : (كتاب التفسير ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 162 ج 18 ، المطبعة المصرية

(عن عون بن عبد الله ، عن أبيه : أن ابن مسعود قال : ما كان بين إسلامنا ، وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله إلا أربع سنين » ) .


[ ص: 803 ] (الشرح)

(عن ابن مسعود ) رضي الله عنه ؛ (قال : ما كان بين إسلامنا ، وبين أن عاتبنا الله عز وجل بهذه الآية : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله : إلا أربع سنين) ؛

قال في (فتح البيان ) : هذه الآية نزلت في المؤمنين ، قال الحسن : يستبطئهم ، وهم أحب خلقه إليه .

وقيل : إن الخطاب لمن آمن بموسى وعيسى «عليهما السلام » ، دون محمد صلى الله عليه وآله وسلم . والأول أولى .

قال الزجاج : نزلت في طائفة من المؤمنين ، حثوا على الرقة والخشوع . فأما من وصفهم الله تعالى بالرقة والخشوع : فطبقة فوق هؤلاء .

وقال السدي ، وغيره : المعنى : ألم يأن للذين آمنوا - في الظاهر - وأسروا الكفر : أن تخشع ، وتلين ، وتسكن ، وتخضع ، وتذل وتطمئن : قلوبهم لذكر الله ؟

«وحديث الباب » يقوي قول من قال : إنها نزلت في المسلمين . «والخشوع » : لين القلب ، ورقته .

والمعنى : أنه ينبغي أن يورثهم الذكر خشوعا ورقة ، ولا يكونوا كمن لا يلين قلبه للذكر ولا يخشع له .

[ ص: 804 ] وعن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال : «استبطأ الله قلوب المهاجرين - بعد سبع عشرة سنة ، من نزول القرآن - فأنزل الله : ألم يأن . . إلخ » أخرجه ابن مردويه .

وقال ابن عباس : «على رأس ثلاث عشرة سنة » . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية