السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1167 [ ص: 241 ] (باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين ) .

وقال النووي: (باب استحباب تحية المسجد بركعتين، وكراهة الجلوس قبل صلاتهما، وأنها مشروعة في جميع الأوقات ) .

(حديث الباب ) .

وهو بصحيح مسلم النووي ص 225- 226 ج 5 المطبعة المصرية .

[ عن أبي قتادة "صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم": (قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني الناس، قال فجلست. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس؟" قال: فقلت: يا رسول الله! رأيتك جالسا والناس جلوس. قال: "فإذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يركع ركعتين" ) .] .


(الشرح) .

قال النووي: "فيه": تصريح بكراهة الجلوس بلا صلاة. وهي كراهة تنزيه.

"وفيه": استحباب تحية المسجد بركعتين، في أي وقت دخل. وبه قال جماعة.

وكرهها "أبو حنيفة" في وقت النهي، والجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يترك التحية في حال من الأحوال.

[ ص: 242 ] بل أمر الذي دخل المسجد يوم الجمعة، وهو يخطب فجلس: أن يقوم فيركع ركعتين، مع أن الصلاة في حال الخطبة ممنوع منها إلا التحية.

فلو كانت "التحية" تترك في حال من الأحوال، لتركت الآن، لأنه قعد، وهي مشروعة قبل القعود.

ولأنه كان يجهل حكمها.

ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قطع خطبته وكلمه، وأمره أن يصلي "التحية".

فلولا شدة الاهتمام بها في جميع الأوقات، لما اهتم صلى الله عليه وسلم هذا الاهتمام.

قال: وهي سنة بإجماع المسلمين.

وحكى عياض عن داود، وأصحابه، وجوبهما انتهى.

قلت: أدلة الوجوب أوضح من الشمس، وإذا ذهب "داود" إلى وجوبهما ، فما معنى إجماع المسلمين على سنيتهما.

وقد حقق العلامة الرباني الإمام "الشوكاني" وجوب تحية المسجد في كتابه "الفتح الرباني".

وحررت أنا في "دليل الطالب" فراجع.

ولا شك في أن حكاية "الإجماع، من أهل الفروع في غالب المواد خرافات، لا تستحق الالتفات إليها، ولا التعويل عليها.

التالي السابق


الخدمات العلمية