السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
65 [ ص: 143 ] (باب منه)

وقال النووي: «باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه - المسلم - ما يحب لنفسه من الخير» .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \

النووي ص 17 ج2 المطبعة المصرية

[عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره - أو قال: لأخيه - ما يحب لنفسه ].


(الشرح)

هكذا هو في مسلم على الشك، وهو في البخاري وغيره «لأخيه» من غير شك.

ومعناه: لا يؤمن الإيمان التام، وإلا فأصل الإيمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة.

والمراد: يحب لأخيه من الطاعات، والأشياء المباحات، ويدل عليه: ما جاء في رواية النسائي في هذا الحديث «حتى يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه» .

قال ابن الصلاح: وهذا قد يعد من الصعب الممتنع. وليس كذلك، إذ معناه: لا يكمل إيمان أحدكم حتى يحب لأخيه في الإسلام، مثل ما [ ص: 144 ] يحب لنفسه؛ والقيام بذلك يحصل بأن يحب له حصول مثل ذلك، من جهة لا يزاحمه فيها، بحيث لا تنقص النعمة على أخيه شيئا من النعمة عليه. وذلك سهل على القلب السليم، وإنما يعسر على القلب الدغل، عافانا الله وإخواننا عن ذلك أجمعين.

التالي السابق


الخدمات العلمية