السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1045 (باب صلاة الجماعة من سنن الهدى )

وذكره النووي في الباب المتقدم.

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 156 ج5 المطبعة المصرية

[عن أبي الأحوص. قال: قال عبد الله: لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة، إلا منافق قد علم نفاقه. أو مريض. إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة. وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى. وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه ].


(الشرح)

(عن عبد الله ) بن مسعود رضي الله عنه: (لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق، قد علم نفاقه. أو مريض. إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة. وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى ) .

روي: بضم السين؛ وفتحها. وهما بمعنى متقارب. أي: طرائق الهدى والصواب.

[ ص: 471 ] (وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه ) . ولهذا الحديث طرق؛ وألفاظ صحيحة.

وفي رواية: (ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ) . ومعنى يهادى: أي: يمسكه رجلان من جانبيه، بعضديه يعتمد عليهما. وهو المراد بقوله: (إن كان المريض ليمشي إلخ ) . وفي هذا كله تأكيد أمر الجماعة، وتحمل المشقة في حضورها. وأنه إذا أمكن المريض ونحوه التوصل إليها، استحب له حضورها.

وأن الجماعة سنة مؤكدة نبوية؛ وطريقة ثابتة محمدية؛ لا ينبغي تركها على العلات. والمحروم من حرمها وحرم فضيلتها.

التالي السابق


الخدمات العلمية