السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1304 [ ص: 46 ] (باب أحب العمل إلى الله أدومه)

وذكره النووي في الباب المذكور .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 72 ج1 المطبعة المصرية

[عن علقمة. قال: سألت أم المؤمنين (عائشة) . قال: قلت: يا أم المؤمنين! كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان يخص شيئا من الأيام؟ قالت لا. كان عمله ديمة. وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع؟ ].


(الشرح)

(عن علقمة) رضي الله عنه، (قال: سألت أم المؤمنين عائشة) رضي الله عنها؛ (قال: قلت: يا أم المؤمنين! كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يخص شيئا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة) .

بكسر الدال وإسكان الياء. أي: يدوم عليه، ولا يقطعه.

(وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع؟) .

وفي رواية أخرى عنها: (أن رسول الله سئل؛ أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "أدومه وإن قل") .

وفي أخرى: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".

[ ص: 47 ] وفيه: (وكانت عائشة) رضي الله عنها (إذا عملت العمل لزمته) .

وفيه: الحث على المداومة على العمل، وأن قليله الدائم خير من كثير ينقطع.

وإنما كان كذلك؛ لأن بدوام القليل تدوم الطاعة، والذكر، والمراقبة، والنية، والإخلاص، والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى.

ويثمر القليل الدائم، بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية