السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
113 (باب لا يحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق)

وقال النووي: (باب الدليل على أن حب الأنصار، وعلي، من الإيمان، وعلاماته. وبغضهم من علامات النفاق) .

[ ص: 179 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 64 جـ2 المطبعة المصرية

[عن زر ، قال: قال علي : والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق ].


(الشرح)

(عن زر» بن حبيش (زر» بكسر الزاي وتشديد الراء. هو من المعمرين؛ أدرك الجاهلية، ومات سنة «اثنتين وثمانين» ؛ وهو ابن مائة وعشرين سنة، وقيل «ابن مائة واثنتين وعشرين» ، وقيل: وهو «ابن مائة وسبع وعشرين سنة» ، وهو أسدي كوفي.

(قال: قال علي: والذي فلق الحبة ) ، أي: شقها بالنبات (وبرأ النسمة ) أي: خلقها، «وهي بفتح النون والسين» ، وهي «الإنسان» : وقيل «النفس» حكاه الأزهري وقال: إن كل دابة في جوفها روح فهي نسمة.

(إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم «أن» لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ) .

[ ص: 180 ] والمعنى: أن من عرف من علي بن أبي طالب قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحب النبي صلى الله عليه وسلم له، وما كان منه في نصرة الإسلام، وسوابقه فيه، ثم أحب عليا، كان ذلك من دلائل صحة إيمانه، وصدقه في إسلامه، لسروره بظهور الإسلام، والقيام بما يرضي الله سبحانه ورسوله، ومن أبغضه كان بضد ذلك. واستدل به على نفاقه، وفساد سريرته، وقد صان الله أهل السنة عن هذا، وابتلي به الخوارج. وهم كلاب النار.

التالي السابق


الخدمات العلمية