السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1409 (باب منه)

وذكره النووي في الكتاب المتقدم.

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 140 جـ6 المطبعة المصرية

[ ( عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ) رضي الله عنهما (قال: [ ص: 110 ] قال لي عبد الله بن عمر : أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة؟ قال: قلت: نعم سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هي ما بين أن يجلس الإمام، إلى أن تقضى الصلاة") . ]

ورواه أبو داود أيضا.


(الشرح)

وقد ذكر صاحب "سفر السعادة" في تعيين هذه الساعة: أحد عشر قولا هذا واحد منها، ورجحه مسلم والنووي، وهذا أجود شيء وأصحه في الباب. وبه قال البيهقي، وابن العربي، وجماعة.

وقال المحب الطبري: أصح الأحاديث فيها: حديث أبي موسى، وأشهر الأقوال فيها: قول عبد الله بن سلام.

قال الحافظ في "بلوغ المرام": وفي حديث عبد الله بن سلام عند ابن ماجه، وجابر عند أبي داود والنسائي: "أنها ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس".

قال: وقد اختلف فيها على أكثر من أربعين قولا أمليتها في شرح البخاري. يعني: "فتح الباري".

قلت: وقد حكيت هذه الأقوال في "مسك الختام، شرح بلوغ المرام"، مع زيادة فراجعها. قال: ورجح الدارقطني: أنه من قول أبي بردة.

وقال النووي : هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم.

[ ص: 111 ] وقال: رواه جماعة عن أبي بردة من قوله. ومنهم من بلغ به أبا موسى، ولم يرفعه. قال: والصواب أنه من قول أبي بردة.

قال النووي : وهذا الذي استدركه، بناء على القاعدة المعروفة له، ولأكثر المحدثين: أنه إذا تعارض في رواية الحديث: "وقف، ورفع، أو إرسال، واتصال" حكموا: بالوقف، والإرسال. وهي قاعدة ضعيفة ممنوعة.

والصحيح طريقة الأصوليين، والفقهاء، والبخاري، ومسلم، ومحققي المحدثين: أنه يحكم بالرفع والاتصال. لأنها زيادة ثقة.

قال: وقد روينا في سنن البيهقي عن أحمد بن سلمة: قال: ذاكرت مسلم بن الحجاج حديث "مخرمة" هذا. فقال مسلم: هو أجود حديث وأصحه، في بيان ساعة الجمعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية