السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1450 [ ص: 159 ] (باب التعليم للعلم في الخطبة)

وهو في النووي في: (كتاب الجمعة) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 165 ج6 المطبعة المصرية

[عن حميد بن هلال; قال قال أبو رفاعة: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب. قال: فقلت: يا رسول الله! رجل غريب جاء يسأل عن دينه. لا يدري ما دينه؟ قال: فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وترك خطبته حتى انتهى إلي. فأتي بكرسي، حسبت قوائمه حديدا. قال: فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجعل يعلمني مما علمه الله. ثم أتى خطبته فأتم آخرها .]


(الشرح)

(عن أبي رفاعة) رضي الله عنه; (قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب. قال: فقلت: يا رسول الله! رجل غريب جاء يسأل عن دينه. لا يدري ما دينه؟) .

فيه: استحباب تلطف السائل في عبارته وسؤاله العالم، ولعله كان سأل عن الإيمان، وقواعده المهمة.

[ ص: 160 ] وقد اتفق أهل العلم، على أن من جاء يسأل عن الإيمان، وكيفية الدخول في الإسلام، وجب إجابته وتعليمه على الفور.

(قال: فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته،- حتى انتهى إلي) .

فيه: تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه بالمسلمين، وشفقته عليهم، وخفض جناحه لهم.

وفيه: المبادرة إلى جواب المستفتي، وتقديم أهم الأمور فأهمها.

(فأتي بكرسي) بضم الكاف، وكسرها، والضم أشهر.

(حسبت قوائمه حديدا) . هكذا في جميع النسخ، ورواه ابن أبي خيثمة في غير صحيح مسلم: "خلت." وهو بمعنى: "حسبت" .

وفي نسخة ابن الحذاء: "خشب" .

وفي كتاب ابن قتيبة: (خلب) بضم الخاء، وفسره "بالليف" .

وكلاهما تصحيف; والصواب: "حسبت" ، بمعنى: "ظننت" ، كما هو في نسخ مسلم، وغيره، من الكتب المعتمدة.

(قال: فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم)

وقعوده صلى الله عليه وسلم عليه، ليسمع الباقون كلامه، ويروا شخصه الكريم.

(وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته فأتم آخرها) .

[ ص: 161 ] يحتمل: أن هذه الخطبة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها، خطبة أمر غير الجمعة. ولهذا قطعها بهذا الفصل الطويل.

ويحتمل: أنها كانت خطبة الجمعة، واستأنفها.

ويحتمل: أنه لم يحصل فصل طويل.

ويحتمل: أن كلامه لهذا الغريب، كان متعلقا بالخطبة، فيكون منها، ولا يضر المشي في أثنائها.

وفيه: يجوز للخطيب أن يجيب سؤال من سأله، ويأمر من ترك ما ينبغي، أن يفعله. كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، سوى حديث الباب.

التالي السابق


الخدمات العلمية