السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
148 [ ص: 308 ] (باب ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب) .

وذكره النووي : (في الجزء الأول من شرحه لمسلم، وقال: باب تحريم ضرب الخدود، وشق الجيوب، والدعاء بدعوى الجاهلية) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 109 ج2 المطبعة المصرية

[ (عن عبد الله) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من ضرب الخدود، أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية" ) .

وفي لفظ: "وشق ودعا" بغير ألف.

وفي رواية: (أنا بريء ممن حلق وسلق وخرق ) .

وفي أخرى: (فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بريء من الصالقة والحالقة والشاقة
) .


(الشرح)

"والسلق" "والصلق"، لغتان صحيحتان: وهو رفع الصوت عند المصيبة، وحلق الشعر عندها، وشق الثوب. هذا هو الظاهر المعروف.

وحكى عياض عن ابن الأعرابي: أنه قال: الصلق: ضرب الوجه.

[ ص: 309 ] وأما دعوى الجاهلية: فهي النياحة، وندبة الميت، والدعاء بالويل وشبهه.

والمراد بالجاهلية: ما كان في الفترة قبل الإسلام.

وبالجملة، فالحديث يدل على تحريم ذلك كله، وأنها ليست من الإسلام في شيء.

وأصل البراءة: الانفصال. ويجوز أن يراد به ظاهره: وهو البراءة من فاعل هذه الأمور.

ولا مانع من إرادة الجميع. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية