السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1579 (باب ما جاء مستريح، ومستراح منه)

وذكره النووي في: (كتاب الجنائز) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 20 ج7 المطبعة المصرية

[عن أبي قتادة بن ربعي، أنه كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة. فقال: "مستريح ومستراح منه". قالوا: يا رسول الله! ما المستريح والمستراح منه؟ فقال: "العبد المؤمن يستريح من [ ص: 313 ] نصب الدنيا. والعبد الفاجر: يستريح منه العباد، والبلاد، والشجر، والدواب .]
(الشرح)

(عن أبي قتادة بن ربعي) رضي الله عنه، (أنه كان يحدث؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة. فقال: "مستريح، ومستراح منه".

قالوا: يا رسول الله! ما المستريح والمستراح منه ؟ فقال: " العبد المؤمن: يستريح من نصب الدنيا ") .أي: تعبها.

وفي رواية يحيى بن سعيد: (يستريح من أذى الدنيا ونصبها، إلى رحمة الله) .

(والعبد الفاجر: يستريح منه العباد، والبلاد، والشجر، والدواب) .

ومعنى الحديث: أن الموتى قسمان: مستريح، ومستراح منه.

واستراحة العباد من الفاجر: اندفاع أذاه عنهم.

وأذاه يكون من وجوه شتى؛ منها: ظلمه لهم.

ومنها: ارتكابه للمنكرات.

فإن أنكروها، قاسوا مشقة من ذلك. وربما نالهم ضرره.

[ ص: 314 ] وإن سكتوا عنه، أثموا.

واستراحة الدواب منه كذلك؛ لأنه كان يؤذيها، ويضربها، ويحملها ما لا تطيقه، ويجيعها في بعض الأوقات، وغير ذلك.

واستراحة البلاد والشجر. فقيل: لأنها تمنع القطر بمعصيته. قاله الداودي.

وقال الباجي: لأنه يغصبها، ويمنعها حقها: من الشرب وغيره.

التالي السابق


الخدمات العلمية