السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5317 (باب لا يلدغ المؤمن جحر مرتين)

وذكره النووي في (باب في أحاديث متفرقة ].

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 125 ج18 المطبعة المصرية

[عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين» ]


(الشرح)

الرواية المشهورة (لا يلدغ ) برفع الغين.

وقال القاضي عياض: يروى على وجهين:

أحدهما بضم الغين، على الخبر. ومعناه: «المؤمن الممدوح» ، وهو الكيس، الحازم، الذي لا يستغفل فيخدع مرة بعد أخرى، ولا يفطن لذلك.

وقيل: إن المراد «الخداع» في أمور الآخرة دون الدنيا.

والوجه الثاني بكسر الغين؛ على النهي أن يؤتى من جهة الغفلة.

قال: وسبب الحديث معروف، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر «أبا عزة» الشاعر، يوم «بدر» ، فمن عليه، وعاهده أن لا يحرض عليه، ولا يهجوه، [ ص: 203 ] وأطلقه فلحق بقومه ثم رجع إلى التحريض والهجاء. ثم أسره يوم «أحد» فسأله «المن» ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين» ، وهذا السبب يضعف الوجه الثاني.

«وفيه» ، أنه ينبغي لمن ناله «الضرر» ، من جهة أن يجتنبها لئلا يقع فيه ثانية.

التالي السابق


الخدمات العلمية