السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1588 (باب الصلاة على القبر)

وهو في النووي في: (كتاب الجنائز) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 25، 26 ج7 المطبعة المصرية

[عن أبي هريرة أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، (أو شابا) ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها (أو عنه) فقالوا: مات. قال: "أفلا كنتم آذنتموني؟" قال: فكأنهم صغروا أمرها (أو أمره) .

فقال: "دلوني على قبره" فدلوه، فصلى عليها، ثم قال:
"إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم"
.


[ ص: 352 ] (الشرح)

(عن أبي هريرة ) رضي الله عنه، (أن امرأة سوداء، كانت تقم المسجد) أي: تكنسه.

("أو شابا"، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فسأل عنها، "أو عنه"، فقالوا: مات. قال: " أفلا كنتم آذنتموني ؟ ") .

أي: أعلمتموني.

وفيه: دلالة لاستحباب الإعلام بالميت.

(قال: فكأنهم صغروا أمرها " أو أمره "، فقال: دلوني على قبرها، فدلوه فصلى عليها) .

فيه: دليل المذهب الشافعي وموافقيه، في الصلاة على الميت في قبره، سواء كان صلى عليه أم لا.

قال النووي : وتأوله أصحاب مالك - حيث منعوا الصلاة على القبر - بتأويلات باطلة، لا فائدة في ذكرها، لظهور فسادها.

قال: " وفيه " بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، من التواضع والرفق [ ص: 353 ] بأمته، وتفقد أحوالهم، والقيام بحقوقهم، والاهتمام بمصالحهم، في آخرتهم ودنياهم.

قال في "السيل الجرار ": وليس في تكرار الصلاة، إلا زيادة الخير للميت. ولهذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر السوداء، أو الأسود. حيث "دفنوه" ولم يؤذنوه.

مع أن المعلوم: أنهم لا يدفنونه، إلا وقد صلوا عليه.

وهكذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر زينب.

هذا والذي قبله، ثابتان في الصحيحين وغيرهما. انتهى.

قلت: وفي حديث أنس عند مسلم: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر".

وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في صلاته على القبر:

قال: "انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبر رطب قضى عليه، وصفوا خلفه، وكبر أربعا".

وفيه: هذه الصلاة جماعة.

وبالجملة: الصلاة على القبر شريعة ثابتة، لا ينبغي إنكارها.

(ثم قال: " إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم ") .

[ ص: 354 ] فيه: إثبات ظلمة القبر، وتنويره. وهو حق ثابت بأدلة أخرى صحيحة.

التالي السابق


الخدمات العلمية