السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1605 (باب ركوب المصلي على الجنازة إذا انصرف)

وهو في النووي في: (كتاب الجنائز)

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 33 ج 7 المطبعة المصرية

[عن جابر بن سمرة قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن الدحداح ثم أتي بفرس عري، فعقله رجل فركبه، فجعل يتوقص به ونحن نتبعه نسعى خلفه، قال: فقال رجل من القوم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كم من عذق معلق أو مدلى في الجنة لابن الدحداح" .] أو قال شعبة: (لأبي الدحداح)


[ ص: 370 ] (الشرح)

(عن جابر بن سمرة، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن الدحداح) بدالين وحاءين مهملات.

ويقال: "أبو الدحداح". ويقال: "أبو الدحداحة".

قال ابن عبد البر : لا يعرف اسمه.

(ثم أتي بفرس عري) . وفي رواية أخرى: "بفرس معرورى". ومعناهما واحد.

قال أهل اللغة: اعروريت الفرس: إذا ركبته عريا، فهو معرورى.

قالوا: ولم يأت "افعولى" معدى، إلا قولهم: اعروريت الفرس، واحلوليت الشيء.

(فعقله رجل) . أي: أمسكه له وحبسه، " فركبه ".

وزاد في رواية: "حين انصرف من جنازة ابن الدحداح، ونحن تمشي حوله".

وفيه: إباحة الركوب، في الرجوع عن الجنازة، قال النووي : وإنما يكره الركوب في الذهاب معها.

قال في "السيل الجرار": قد ورد ما يدل على المشي خلف الجنازة، وأمامها، وفي جوانبها. وورد الفرق بين الراكب والماشي؛ [ ص: 371 ] كما في حديث المغيرة الذي أخرجه أحمد، والنسائي، والترمذي، وصححه. وابن حبان، وصححه أيضا. والحاكم، وقال: على شرط البخاري . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال صلى الله عليه وسلم:

"الراكب: خلف الجنازة. والماشي: أمامها قريبا منها، عن يمينها أو عن يسارها".

وأخرجه أبو داود، وقال فيه: "والماشي": يمشي خلفها وأمامها، وعن يمينها ويسارها: قريبا منها".

وفي رواية: "الراكب خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها ".

قال: ومع هذا، ورد النهي عن الركوب مع الجنازة، وامتنع صلى الله عليه وسلم من الركوب مع الجنازة، وعلل ذلك: بأن الملائكة كانت تمشي. انتهى.

(فجعل يتوقص به) . أي: يتوثب. (ونحن نتبعه، نسعى خلفه) .

وفيه: جواز مشي الجماعة، مع كبيرهم الراكب. وأنه لا كراهة فيه في حقه، ولا في حقهم، إذا لم يكن فيه مفسدة.

قال النووي : وإنما كره ذلك، إذا حصل فيه انتهاك للتابعين، أو خيف إعجاب ونحوه في حق التابع، أو نحو ذلك من المفاسد.

[ ص: 372 ] (قال: فقال رجل من القوم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كم من عذق معلق أو مدلى في الجنة، لابن الدحداح") .

قالوا: سببه: أن يتيما خاصم أبا لبابة في نخلة، فبكى الغلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم له. "أعطه إياها، ولك بها عذق في الجنة". فقال: لا، فسمع بذلك أبو الدحداح. فاشتراها من أبي لبابة بحديقة له، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألي بها عذق إن أعطيتها اليتيم؟ قال: "نعم"..

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"كم من عذق معلق في الجنة، لأبي الدحداح".


قلت: وفيه بشارة له بالمغفرة، ودخول الجنة، وحصول الرزق منها.

التالي السابق


الخدمات العلمية