السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
[ ص: 70 ] سورة النساء

بسم الله الرحمن الرحيم

77 - قوله جل ثناؤه :

وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى

11200 - أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن قول الله عز وجل : وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، [ ص: 71 ] قالت : يا ابن أختي ، هي اليتيمة تكون في حجر وليها ، تشركه في مالها ، فيعجبه مالها وجمالها ، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها ، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ، ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق ، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن .

قال عروة : قالت عائشة : ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية ، فأنزل الله تبارك وتعالى : ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن ، فذكر الله أنه يتلى عليكم في الكتاب الأول ، قال الله : وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء .

قالت عائشة : وقول الله عز وجل في الآية الأخرى : وترغبون أن تنكحوهن ، رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال ، قليلة الجمال ، قالت : فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في ماله وجماله من يتامى النساء إلا بالقسط ، من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال
.

التالي السابق


الخدمات العلمية