السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
[ ص: 157 ] 191 - قوله تعالى :

فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون

11362 - أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : حدثني عروة بن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، وعلقمة بن وقاص ، وعبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال أهل الإفك ما قالوا ، فبرأها الله منه .

قال : وكلهم حدثني طائفة من حديثها ، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض ، وأثبت له اقتصاصا ، وقد وعيت عن كل رجل منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة ، وبعض حديثهم يصدق بعضا ، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض ، قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس ، فتشهد حين جلس ، ثم قال : أما بعد يا عائشة ، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة ، فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب ، تاب الله عليه " فقلت لأبي : أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ، فقال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت لأمي : أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ، قالت : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا : إني والله لقد علمت ، لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به ، فلئن قلت لكم : إني بريئة [ ص: 158 ] لا تصدقوني ، ولئن اعترفت لكم بأمر - والله يعلم أني منه بريئة - لتصدقنني ، فوالله ما أجد لي مثلا ولا لكم إلا أبا يوسف حين قال : فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ، حتى أنزل الله عز وجل : إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ، العشر الآيات كلها . مختصر .

التالي السابق


الخدمات العلمية