1. الرئيسية
  2. السنن الكبرى للنسائي
  3. كتاب التفسير
  4. سورة الكهف
  5. قوله تعالى أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا

السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
223 - قوله تعالى :

أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا

11419 - أخبرنا قتيبة بن سعيد ، في حديثه ، عن سفيان ، عن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس : إن نوفا البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل [ ص: 197 ] ليس بموسى الخضر ، قال : كذب عدو الله ، حدثنا أبي بن كعب ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل ، فقيل له : أي الناس أعلم ؟ قال : أنا ، قال : فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه : بل عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك ، قال : أي رب ، فكيف السبيل إليه ؟ قال : تأخذ حوتا في مكتل ، فحيثما فقدت الحوت فاتبعه ، فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهما الحوت ، حتى انتهيا إلى صخرة فنزلا عندها ، فوضع موسى عليه السلام رأسه فنام ، قال سفيان في غير حديث عمرو : وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة ، لا يصيب شيء من مائها شيئا إلا حيي ، فأصاب الحوت من ماء تلك العين ، فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر ، فلما استيقظ موسى . قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ، قال : فلم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به ، فقال له فتاه يوشع بن نون : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر ، قال له موسى . ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا ، فرجعا يقصان آثارهما ، وجدا سربا في البحر كالطاق ممر الحوت ، فكان لهما عجبا ، وللحوت سربا ، فلما انتهيا إلى الصخرة إذا هما [ ص: 198 ] برجل مسجى بثوب ، فسلم عليه موسى عليه السلام ، قال : وأنى بأرضك السلام ؟ قال : أنا موسى ، قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم ، قال : هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا ، قال له الخضر : يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله ، وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه ، قال : بل أتبعك ، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا ، يمشيان على الساحل ، فمرت بهم سفينة ، فعرف الخضر ، فحملوهم في السفينة ، فركبا ، فوقع عصفور على حرف السفينة ، فغمس منقاره في البحر ، فقال الخضر : يا موسى ، ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره ، قال : فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدام السفينة فخرق السفينة ، فقال موسى : قوم حملونا بغير نول ، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها ، لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فانطلقا ، فإذا هما بغلام يلعب مع الغلمان ، فأخذ الخضر رأسه فقطعه ، قال له موسى : أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما ، فمر الخضر بجدار ، يريد أن ينقض فأقامه ، قال له موسى : إنا دخلنا هذه القرية فلم يطعمونا ، ولم يضيفونا ، [ ص: 199 ] لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما " .

وكان ابن العباس يقرؤها : (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) وأما الغلام فكان كافرا
.

التالي السابق


الخدمات العلمية