السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
298 - قوله تعالى :

فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم

11545 - أخبرنا الربيع بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا شيبان أبو معاوية ، قال : حدثنا قتادة ، قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجمع الله المؤمنين يوم القيامة فيقولون : لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا ، فينطلقون حتى يأتوا آدم عليه السلام ، فيقولون : يا آدم ، أنت أبو الناس ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء ، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا ، فيقول : إني لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب [ ص: 292 ] من أكل الشجرة ، ولكن ائتوا نوحا عليه السلام ، فإنه أول رسول بعثه الله ، فيأتون نوحا ، فيقول : إني لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من سؤاله ربه ما ليس له به علم ، ولكن ائتوا إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : إني لست هناكم ، ويذكر كذباته الثلاث ، قوله : إني سقيم ، وقوله : بل فعله كبيرهم هذا ، وقوله لسارة حين أتى على الجبار : أخبري أني أخوك ، فإني سأخبر أنا أنك أختي ، فإنا أخوان في كتاب الله ، ليس في الأرض مؤمن ولا مؤمنة غيرنا ، ولكن ائتوا موسى عليه السلام الذي كلمه الله وأعطاه التوراة ، فيأتون موسى عليه السلام ، فيقول : إني لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من قتل الرجل ، ولكن ائتوا عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله ، من كلمة الله وروحه ، فيأتون عيسى ، فيقول : إني لست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتوني ، فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول لي : ارفع رأسك يا محمد ، قل تسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي ، فأحمد ربي بحمد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حدا ، فأخرجه من النار وأدخله الجنة ، ثم أعود إلى ربي الثانية ، فأخر ساجدا ، فيقول لي مثل ذلك ، فأرفع رأسي ، فيحد لي حدا ، فأخرجه من النار وأدخله الجنة ، ثم أعود إلى ربي الثالثة ، فأخر له ساجدا ، فيقول لي مثل [ ص: 293 ] ذلك ، فأرفع رأسي ، فيجعل لي حدا ، فأخرجه من النار ، ثم أعود الرابعة ، فأقول : يا رب ، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ، فيقول : أي وجب عليه الخلود .

قال قتادة : وهو المقام المحمود .

التالي السابق


الخدمات العلمية