السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
390 - قوله تعالى :

فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم

11703 - أخبرنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : " لما أراد الله عز وجل أن يرفع عيسى عليه السلام إلى السماء ، خرج على أصحابه وهم في بيت ، اثنا عشر رجلا ، ورأسه يقطر ماء ، فقال : أيكم يلقى شبهي عليه فيقتل مكاني فيكون معي في درجتي ؟ فقام شاب من أحدثهم سنا ، فقال : أنا ، فقال : اجلس ، ثم أعاد [ ص: 385 ] عليهم ، فقام الشاب ، فقال : أنا ، فقال : اجلس ، ثم أعاد عليهم الثالثة ، فقال الشاب : أنا ، فقال عيسى عليه السلام : نعم أنت ، فألقي عليه شبه عيسى عليه السلام ، ثم رفع عيسى من روزنة كانت في البيت إلى السماء ، وجاء الطلب من اليهود ، فأخذوا الشاب للشبه فقتلوه ، ثم صلبوه ، فتفرقوا ثلاث فرق ، فقالت فرقة : كان فينا الله عز وجل ما شاء ، ثم صعد إلى السماء ، وهؤلاء اليعقوبية ، وقالت فرقة : كان فينا ابن الله ما شاء الله ، ثم رفعه الله إليه ، وهؤلاء النسطورية ، وقالت طائفة : كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ، ثم رفعه ، فهؤلاء المسلمون ، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة ، فقتلوها ، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عز وجل : فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة ، يعني الطائفة التي كفرت في زمان عيسى عليه السلام ، والطائفة التي آمنت في زمان عيسى : فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم ، بإظهار محمد صلى الله عليه وسلم دينهم على دين الكفار ، فأصبحوا ظاهرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية