السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
1932 - أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا بكر - وهو ابن مضر - عن ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : أتيت الطور فوجدت ثم كعبا ، فمكثت أنا وهو يوما أحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثني عن التوراة ، فقلت له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ؛ فيه خلق آدم ، وفيه أهبط ، وفيه تيب عليه ، وفيه قبض ، وفيه تقوم الساعة ، ما على متن الأرض من دابة إلا وهي تصبح [ ص: 255 ] يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا ابن آدم ، وفيه ساعة لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه . فقال كعب : ذلك يوم في كل سنة ؟ قلت : بل هي في كل يوم جمعة ، فقرأ كعب ثم قال : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو في كل يوم جمعة ، فخرجت فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري ، فقال : من أين جئت ؟ قلت : من الطور ، قال : لو لقيتك من قبل أن تأتيه لم تأته ! قلت له : لم ؟ قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد ؛ المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس - فلقيت عبد الله بن سلام فقلت له : لو رأيتني خرجت إلى الطور فلقيت كعبا فمكثت أنا وهو يوما أحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثني عن التوراة ، فقلت له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ؛ فيه خلق آدم ، وفيه أهبط ، وفيه تيب عليه ، وفيه قبض ، وفيه تقوم الساعة ، ما على الأرض من دابة إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا ابن آدم ، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه . فقال كعب : ذلك يوم في كل سنة . فقال عبد الله بن سلام : كذب [ ص: 256 ] كعب ، قلت : ثم قرأ كعب فقال : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو في كل جمعة . فقال عبد الله بن سلام : صدق كعب ، إني لأعلم تلك الساعة . فقلت : يا أخي ، حدثني بها ! قال : هي آخر ساعة من يوم الجمعة ، قبل أن تغيب الشمس . فقلت : أليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة ، وليست تلك الساعة صلاة ! قال : أليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى وجلس ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة حتى تأتيه الصلاة التي تليها ؟ قلت : بلى ، قال : فهو كذلك .

آخر كتاب الجمعة

والحمد لله ، يتلوه كتاب صلاة العيدين بحول الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية