السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
[ ص: 539 ] 3719 - أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار ، قال : حدثني أحمد بن مفضل ، قال : حدثنا أسباط ، وهو ابن نصر ، قال : زعم السدي ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، قال : لما كان يوم فتح مكة ، أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، إلا أربعة نفر وامرأتين ، وقال : اقتلوهم ، وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة : عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فأما عبد الله بن خطل ، فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة ، فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر ، فسبق سعيد عمارا ، وكان أشب الرجلين ، فقتله . وأما مقيس بن صبابة ، فأدركه الناس في السوق ، فقتلوه ، وأما عكرمة ، فركب البحر ، فأصابتهم عاصف ، فقال أصحاب السفينة : أخلصوا ، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا ، فقال عكرمة : والله ، لئن لم ينجيني في البحر إلا الإخلاص ، ما ينجيني في البر غيره ، اللهم ، إن لك علي عهدا ; إن أنت عافيتني مما أنا فيه ، أن آتي محمدا صلى الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده ، فلأجدنه عفوا كريما ، فجاء ، فأسلم . وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان ، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة ، جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يا رسول الله ، بايع عبد الله ، فرفع رأسه ، فنظر إليه ثلاثا ، كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد ثلاث ، ثم أقبل على أصحابه ، فقال : ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته ، فيقتله ؟ [ ص: 540 ] قالوا : ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ؟ هلا أومأت إلينا بعينك ؟ قال : إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية