السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
[ ص: 189 ] 384 - أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، قال: حدثنا يحيى بن سعيد ، قال: حدثنا هشام الدستوائي ، قال: حدثنا قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم عند البيت بين النائم واليقظان ، إذ قيل أحد الثلاثة بين الرجلين ، فأتيت بطست من ذهب ملئ حكمة وإيمانا ، فشق من النحر إلى مراق البطن ، فغسل القلب بماء زمزم ، ثم -يعني- ملئ حكمة وإيمانا ، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار ، ثم انطلقت مع جبريل ، فأتينا السماء الدنيا ، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد عليه السلام ، قيل: وقد أرسل إليه ؟ مرحبا به ونعم المجيء جاء. فأتيت على آدم ، فسلمت عليه فقال: مرحبا بك من ابن ونبي ، ثم أتينا السماء الثانية قيل: من هذا؟ قال: جبريل ، قيل: ومن معك؟ قال: محمد . فمثل ذلك ، فأتيت على يحيى وعيسى ، فسلمت عليهما ، فقالا: مرحبا بك من أخ ونبي ، ثم أتينا السماء الثالثة قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد . فمثل ذلك ، فأتيت على يوسف ، فسلمت عليه قال: مرحبا بك من أخ ونبي ، ثم أتينا السماء الرابعة فمثل ذلك ، فأتيت على إدريس عليه السلام ، فسلمت عليه ، قال: مرحبا بك من أخ ونبي ، ثم أتينا السماء الخامسة فمثل ذلك ، فأتيت على هارون ، فسلمت عليه فقال: مرحبا بك من أخ ونبي. ثم أتينا السماء السادسة فمثل ذلك ، فأتيت على موسى ، فسلمت عليه فقال: مرحبا بك من أخ ونبي ، فلما جاوزته بكى قيل: ما أبكاك؟ قال: يا رب هذا الغلام الذي بعثته بعدي، يدخل من أمته الجنة أكثر وأفضل مما يدخل من أمتي ، ثم أتينا السماء السابعة فمثل [ ص: 190 ] ذلك ، وأتيت على إبراهيم عليه السلام ، فسلمت عليه فقال: مرحبا بك من ابن ونبي ، ثم رفع لي البيت المعمور ، فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ، فإذا خرجوا منه لم يعودوا فيه، آخر ما عليهم ، ثم رفعت لي السدرة المنتهى ، فإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ، وإذا في أصلها أربعة أنهار : نهران باطنان ونهران ظاهران. فسألت جبريل فقال: أما الباطنان ففي الجنة ، وأما الظاهران فالفرات والنيل ، ثم فرضت علي خمسون صلاة ، فأتيت على موسى فقال: ما صنعت؟ قلت: فرضت علي خمسون صلاة قال: إني أعلم بالناس منك إني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك لن يطيقوا ذلك ، فارجع إلى ربك ، فاسأله أن يخفف عنك ، فرجعت إلى ربي ، فسألته أن يخفف عني ، فجعلها أربعين ، ثم رجعت إلى موسى فأتيت عليه، فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها أربعين ، فقال لي مثل مقالته الأولى ، فرجعت إلى ربي فجعلها ثلاثين ، فأتيت على موسى عليه السلام فأخبرته ، فقال لي مثل مقالته الأولى ، فرجعت إلى ربي فجعلها عشرين ، ثم عشرة ، ثم خمسة ، فأتيت على موسى ، فقال لي مثل مقالته الأولى ، قلت: إني أستحي من ربي أن أرجع إليه ، فنودي أن قد أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي ، وأجزي بالحسنة عشر أمثالها .

قال لنا أبو عبد الرحمن : روى هذا الحديث الزهري ، والزهري خالف قتادة في إسناده ومتنه ؛ فرواه ابن وهب عن يونس ، عن الزهري ، عن أنس ، عن [ ص: 191 ] أبي ذر . ورواه بعض أصحاب يونس عن يونس ، عن الزهري ، عن أنس ، عن أبي . وهو خطأ ، ويشبه أن يكون سقط من الكتاب " ذر " فصار " عن أبي " ، فظن أنه " أبي " . وروي هذا الحديث عن الزهري ، عن أنس . ورواه ثابت عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يذكر فيه " مالك بن صعصعة " ، ولا " أبا ذر " .

التالي السابق


الخدمات العلمية