السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
386 - أخبرني عمرو بن هشام أبو أمية الحراني ، قال: حدثنا مخلد بن يزيد الحراني ، عن سعيد بن عبد العزيز ، قال: حدثنا يزيد بن أبي مالك ، قال: حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل ، خطوها عند منتهى طرفها ، فركبت ومعي جبريل عليه السلام ، فسرت ، فقال: انزل فصل ، ففعلت ، فقال: تدري أين صليت؟ صليت بطيبة ، وإليها المهاجر ، ثم قال: انزل فصل ، فصليت ، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطور سيناء ، حيث كلم الله موسى ، ثم -يعني- قال: انزل فصل ، فصليت ، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم ، حيث ولد عيسى ، ثم دخلت بيت المقدس ، فجمع لي الأنبياء ، فقدمني جبريل حتى أممتهم ، ثم صعد بي إلى السماء الدنيا ، فإذا فيها آدم عليه السلام ، ثم صعد بي إلى السماء الثانية ، فإذا فيها ابنا الخالة عيسى ويحيى ، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة ، فإذا فيها يوسف ، ثم صعد بي إلى السماء الرابعة ، فإذا فيها هارون ، ثم صعد بي إلى السماء الخامسة ، فإذا [ ص: 193 ] فيها إدريس ، ثم صعد بي إلى السماء السادسة ، فإذا فيها موسى ، ثم صعد بي إلى السماء السابعة ، فإذا فيها إبراهيم عليه السلام ، ثم صعد بي فوق سبع سماوات ، فأتيت سدرة المنتهى ، فغشيتني ضبابة خررت ساجدا ، وقيل لي: إني يوم خلقت السماوات والأرض فرضت عليك ، وعلى أمتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت وأمتك. فرجعت إلى إبراهيم فلم يسألني عن شيء ، ثم أتيت على موسى فقال: كم فرض عليك وعلى أمتك؟ قلت: خمسين صلاة ، قال: فإنك لا تستطيع أن تقوم بها أنت ، ولا أمتك ، فارجع إلى ربك ، فاسأله التخفيف ، فرجعت إلى ربي ، خفف عني عشرا ، ثم أتيت موسى . فأمرني بالرجوع ، فرجعت فخفف عني عشرا ، حتى صارت إلى خمس صلوات ، قال: ارجع إلى ربك ، فاسأله التخفيف فإنه قد فرض على بني إسرائيل صلاتين ، فما قاموا بها ، فرجعت إلى ربي فسألته التخفيف ، فقال: إني يوم خلقت السماوات والأرض ، فرضت عليك ، وعلى أمتك خمسين صلاة فخمس بخمسين ، فقم بها أنت ، وأمتك. فعرفت أنها من الله صرى ، فرجعت إلى موسى ، فقال: ارجع إلى ربك، فعرفت أنها من الله صرى - يقول: حتم فلم أرجع .

التالي السابق


الخدمات العلمية