السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
6 - صعود الجبل الزلق

7784 - أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم ابن بهدلة ، عن المسيب بن رافع ، عن خرشة بن الحر ، قال : قدمت المدينة ، فجلست إلى أشيخة مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء شيخ يتوكأ على عصا له ، فقال رجل : هذا رجل من أهل الجنة ، فقام خلف سارية ، فصلى ركعتين ، فقمت إليه ، فلما قضى صلاته ، قلت : زعم هؤلاء إنك من أهل الجنة ؟ فقال : الجنة لله يدخلها من يشاء ، وإني رأيت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤيا ، رأيت كأن رجلا أتاني ، فقال : انطلق ، فانطلقت معه ، فسلك بي في منهج عظيم ، فبينما [ ص: 114 ] أنا أمشي ، إذ عرض لي طريق عن شمالي ، فأردت أن أسلكها ، فقال : إنك لست من أهلها ، ثم عرضت لي طريق عن يميني ، فسلكتها ، حتى انتهيت إلى جبل زلق ، فأخذ بيدي ، فدخل بي ، فإذا أنا على ذروته ، وإذا عمود من حديد في أعلاه عروة من ذهب ، فأخذ بيدي ، فزجل بي ، حتى أخذت بالعروة ، فقال : استمسك بالعروة . فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : خيرا ، أما المنهج العظيم فالمحشر ، وأما الطريق التي عرضت عن شمالك ، فطريق أهل النار ، ولست من أهلها ، وأما الطريق التي عرضت عن يمينك فطريق أهل الجنة ، وأما الجبل الزلق فمنزلة الشهداء ، وأما العروة التي استمسكت بها ، فعروة الإسلام ، فاستمسك بها حتى تموت . فأنا أرجو أن أكون من أهلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية