السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
7809 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر ، قال : سمعت عوفا ، قال : حدثنا أبو رجاء ، أنه حدثهم سمرة ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه : هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ قال : فيقص عليه ما شاء الله أن يقص ، قال : وإنه قال لنا ذات غداة : إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما ابتعثاني ، وإنهما قالا لي : انطلق ، وإني انطلقت معهما ، وإنا أتينا على رجل مضطجع ، وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة [ ص: 127 ] لرأسه ، فيثلغ رأسه ، فيتدهده الحجر هاهنا ، فيتبع الحجر ، فيأخذه ، فما يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ، ثم يعود إليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى ، قلت لهما : سبحان الله ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق ، فانطلقت ، فأتينا على رجل مستلق لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه ، فيشرشر شدقه إلى قفاه ، ثم يتحول إلى الجانب الآخر ، فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى ، قلت : سبحان الله ، ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق . فانطلقنا ، فأتينا على مثل بناء التنور ، فاطلعنا فيه ، فإذا رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ، قلت لهما : ما هؤلاء ؟ قالا لي : انطلق انطلق ، فانطلقت ، فأتينا على نهر ، فإذا في النهر رجل سابح ، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة ، وإذا ذلك السابح يسبح ما سبح ، ثم يأتي الذي قد جمع عنده [ ص: 128 ] الحجارة ، فيفغر له فاه ، فيلقمه حجرا ، قلت لهما : ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق ، فانطلقت ، فأتينا على رجل كريه ، كأكره ما أنت راء رجلا ، وإذا هو عند نار له يحشها ويسعى حولها ، قلت لهما : ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق ، فانطلقنا ، فأتينا على روضة ، فإذا بين ظهري الروضة رجل طويل ، لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء ، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط ، قال : فانطلقنا ، فأتينا على دوحة عظيمة ، لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن ، قالا لي : ارق فيها ، فارتقينا ، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة ، فأتينا باب المدينة ، فاستفتحنا ، ففتح لنا ، فدخلناها ، فتلقانا فيها رجال : شطر كأحسن ما أنت راء ، وشطر كأقبح ما أنت راء ، قالا لهم : اذهبوا ، فقعوا في ذلك النهر ، وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض ، فذهبوا ، فوقعوا فيه ، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم ، وصاروا في أحسن صورة ، قالا لي : هذه جنة عدن ، وهذاك منزلك ، قلت لهما : بارك الله فيكما ، ذراني فأدخله ، قالا لي : أما الآن فلا ، وأنت داخله ، قلت لهما : [ ص: 129 ] فإني قد رأيت منذ الليلة عجبا ، فما هذا الذي رأيت ؟ قالا لي : أما إنا سنخبرك :

أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر ، فهو الرجل يأخذ القرآن وينام عن الصلاة المكتوبة .

وأما الرجل الذي يشرشر شدقه إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، ذاك الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق .

وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل التنور فهم الزناة والزواني .

وأما الرجل الذي في النهر يسبح ويلقم الحجارة فاه فهو آكل الربا .

وأما الرجل الذي عند الباب كريه المرأى فهو مالك خازن جهنم .

وأما الرجل الذي في الروضة الطويل ، فإنه إبراهيم .

وأما الولدان الذين حوله ، فكل مولود مات على الفطرة . فقال بعض المسلمين : يا رسول الله ، أولاد المشركين ؟ قال : وأولاد المشركين .

وأما القوم الذين كان شطر منهم قبيح ، فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، فتجاوز الله عنهم
.

كمل كتاب التعبير والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية