السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
3 - ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في علي : إن الله جل ثناؤه لا يخزيه أبدا

8553 - أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا الوضاح - وهو أبو عوانة - قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا عمرو بن ميمون ، [ ص: 486 ] قال :

إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا : إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلونا يا هؤلاء ، وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : أنا أقوم معكم فتحدثوا ، فلا أدري ما قالوا ، فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول : أف وتف ، يقعون في رجل له عشر ، وقعوا في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله ، لا يخزيه الله أبدا . فأشرف من استشرف فقال : أين علي ؟ وهو في الرحا يطحن ، وما كان أحدكم ليطحن ، فدعاه ، وهو أرمد ، ما يكاد أن يبصر ، فنفث في عينيه ، ثم هز الراية ثلاثا ، فدفعها ، إليه فجاء بصفية بنت حيي .

وبعث أبا بكر بسورة التوبة ، وبعث عليا خلفه ، فأخذها منه ، فقال : لا يذهب بها رجل إلا رجل هو مني ، وأنا منه .

ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن ، والحسين ، وعليا ، وفاطمة ، فمد عليهم ثوبا ، فقال : هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة .

ولبس ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونام ، فجعل المشركون يرمون كما يرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يحسبون أنه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أبو بكر ، فقال : يا نبي الله ، فقال علي : إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذهب نحو بئر ميمون ، فاتبعه ، فدخل معه الغار ، (وكانوا) المشركون [ ص: 487 ] يرمون عليا حتى أصبح .

وخرج بالناس في غزوة تبوك ، فقال علي : أخرج معك ؟ فقال : لا ، فبكى ، فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى . إلا أنك لست بنبي ؟

ثم قال : أنت خليفتي - يعني - في كل مؤمن من بعدي .

قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ، وهو في طريقه ، ليس له طريق غيره .

وقال : من كنت وليه فعلي وليه .

قال ابن عباس : وأخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة ، فهل حدثنا بعد أنه سخط عليهم ؟ قال : وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر حين قال : ائذن لي ، فلأضرب عنقه - يعني حاطبا - وقال : ما يدريك ، لعل الله قد اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية