السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
3 - استخلاف صاحب الجيش

8729 - أخبرنا موسى بن عبد الرحمن الكوفي قال : حدثنا أبو أسامة ، عن بريد - عن أبي بردة ، عن أبيه قال : لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم من حنين ، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي ابن الصمة ، فقتل ، وهزم الله أصحابه ، قال أبو موسى ، فرمي أبو عامر في ركبته ، رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته ، فانتهيت إليه فقلت : يا عم ، من رماك ؟ فأشار أبو عامر إلى أبي موسى ، فقال : إن ذاك قاتلي ، تراه ذلك الذي رماني ، قال أبو موسى : فقصدت إليه فاعتمدته فلحقته ، فلما رآني ولى عني ذاهبا فاتبعته ، وجعلت أقول له : ألا تستحي ؟ ألست عربيا ؟ ألا تثبت ؟ فكر ، فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ضربتين ، فضربته بالسيف فقتلته ، ثم رجعت إلى أبي عامر ، فقلت : قد قتل الله صاحبك ، قال : فانزع هذا السهم ، فنزعته فنزا منه الماء ، فقال : يا ابن أخي ، انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام ، وقل له : إنه يقول لك : استغفر لي ، قال : واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ، ثم إنه مات ، فلما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 10 ] دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل وعليه فراش ، وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبيه ، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر ، فقلت : قال لي : قل له : استغفر لي ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ ، ثم رفع يديه فقال : اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ، حتى رأيت بياض إبطه ، ثم قال : اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك - أو من الناس - فقلت : ولي يا رسول الله فاستغفر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما ، قال أبو بردة : إحداهما لأبي عامر ، والأخرى لأبي موسى .

التالي السابق


الخدمات العلمية