السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
4 - وصاة الإمام بالناس

8730 - أخبرني أحمد بن حفص بن عبد الله قال : حدثني أبي قال : حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن شعبة بن الحجاج ، عن علقمة بن مرثد الحضرمي ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث أميرا على سرية أو جيش ، أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ، وبمن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزوا باسم الله وفي سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، [ ص: 11 ] اغزوا ولا تغدروا ، ولا تغلوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، فإذا أنت لقيت عدوك من المشركين ، فادعهم إلى إحدى ثلاث خلال ، فأيتهن ما أجابوك عليها فاقبل منهم وكف عنهم : ادعهم إلى الدخول في الإسلام ، فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم ، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، فإن فعلوا فأخبرهم أن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين ، فإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين ، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء ، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين ، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية ، فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم ، فإن أبوا فاستعن بالله عليهم ، ثم قاتلهم ، وإن أنت حاصرت أهل حصن ، فأرادوا أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله ، ولكن أنزلهم على حكمك ، فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله ، وإن أنت حاصرت أهل حصن ، فأرادوا أن تجعل لهم ذمة الله وذمة رسوله ، فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة رسوله ، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمم أصحابك ، فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم وذمم أصحابكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله .

التالي السابق


الخدمات العلمية