السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
8902 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الزهري ، عن كثير بن العباس بن عبد المطلب ، عن أبيه قال : لما كان يوم حنين التقى المسلمون والمشركون ، فولى المسلمون يومئذ ، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه أحد إلا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، آخذ بغرز النبي صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 108 ] لا يألو ما أسرع نحو المشركين ، فأتيته فأخذت بلجامه وهو على بغلة له شهباء ، فقال : يا عباس ، ناد أصحاب السمرة ، وكنت رجلا صيتا ، فناديت بصوتي الأعلى : أين أصحاب السمرة ؟ فأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت إلى أولادها ، يقولون : يا لبيك يا لبيك ، وأقبل المشركون فالتقوا هم والمسلمون ، وتنادت الأنصار : يا معشر الأنصار ، ثم قصرت الدعوة في بني الحارث بن الخزرج ، فتنادوا : يا بني الحارث بن الخزرج ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول إلى قتالهم ، فقال : هذا حين حمي ، ثم أخذ بيده من الحصباء فرماهم بها ، ثم قال : انهزموا ورب الكعبة ، فوالله ما زلت أرى أمرهم مدبرا ، وحدهم كليلا حتى هزمهم الله ، فكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته .

التالي السابق


الخدمات العلمية