السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
[ ص: 425 ] 38 - باب الرخصة في الجلوس فيه والخروج منه بغير صلاة

898 - أخبرنا سليمان بن داود قال : حدثنا ابن وهب ، عن يونس قال : قال ابن شهاب : وأخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، أن عبد الله بن كعب قال : سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال : وصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ، ثم جلس للناس ، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له ، وكانوا بضعة وثمانين رجلا ، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ، ووكل سرائرهم إلى الله -عز وجل - حتى جئت ، فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ، ثم قال : تعال ، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ، فقال لي : ما خلفك ، ألم تكن ابتعت ظهرك ؟ قلت : يا رسول الله إني - والله - لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه ؛ لقد أعطيت جدلا ، ولكن -والله- لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ، ليوشك أن الله عز وجل يسخطك علي ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد [ ص: 426 ] علي فيه ، إني لأرجو فيه عقبى الله ، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما هذا فقد صدق ، قم حتى يقضى فيك فقمت ، فمضيت ... مختصر .

التالي السابق


الخدمات العلمية