السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
3 - حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض

9039 - أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال : حدثنا عمي قال : حدثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب قال : أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن عائشة قالت : أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في [ ص: 183 ] مرطي ، فأذن لها ، فقالت : يا رسول الله ، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة ، وأنا ساكتة ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي بنية ، ألست تحبين ما أحب ؟ قالت : بلى ، قال : فأحبي هذه ، فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت والذي قال لها ، فقلن لها : ما نراك أغنيت عنا من شيء ، فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له : إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة ، فقالت فاطمة : لا والله ، لا أكلمه فيها أبدا ، قالت عائشة : فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب ، وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله عز وجل ، ما عدا سورة من حد كانت فيها ، تسرع فيها الفيئة ، فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها ، على الحال التي كانت [ ص: 184 ] دخلت فاطمة عليها ، فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة ، ووقعت بي فاستطالت ، وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها ، فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر ، فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها ابنة أبي بكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية