السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
9058 - أخبرنا سليمان بن داود ، قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني ابن جريج ، عن عبد الله بن كثير أنه سمع محمد بن قيس يقول : سمعت عائشة تقول : ألا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعني ؟ قلنا : بلى ، قالت : لما كانت ليلتي انقلب فوضع نعليه عند رجليه ووضع رداءه وبسط طرف إزاره على فراشه ، ولم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت ، ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ، ثم فتح الباب رويدا فخرج وأجافه رويدا ، وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ، وانطلقت في أثره حتى جاء البقيع فرفع يديه ثلاث مرات وأطال القيام ، ثم انحرف وانحرفت ، فأسرع فأسرعت ، فهرول [ ص: 192 ] فهرولت ، وأحضر وأحضرت ، وسبقته فدخلت ، فليس إلا أن اضطجعت فدخل ، فقال : ما لك يا عائش رابية ؟ - قال سليمان : حسبته قال : حشيا - قلت : لا شيء ، قال : لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير ، قلت : يا رسول الله ، فأخبرته الخبر ، قال : أنت السواد الذي رأيت أمامي ؟ قلت : نعم ، قالت : فلهدني لهدة في صدري أوجعني ، قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ قالت : مهما يكتم الناس فقد علمه الله ، قال : نعم ، فإن جبريل أتاني حين رأيت ، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ، فناداني وأخفى منك ، وأجبته فأخفيته منك ، وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشين ، فأمرني أن آتي أهل البقيع فأستغفر لهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية