السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
9286 - أخبرنا علي بن حجر بن إياس ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن عبد الله بن عروة ، عن عروة ، عن عائشة قالت : جلس إحدى عشرة امرأة ، فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار [ ص: 280 ] أزواجهن شيئا .

قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث على رأس جبل لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل
.

قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره ، إني أخاف أن لا أذره ، أن أذكره أذكر عجره وبجره .

قالت الثالثة : زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .

قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ، ولا مخافة ولا سآمة .

قالت الخامسة : زوجي إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد .

قالت السادسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن اضطجع التف ، ولا يولج الكف ، ليعلم البث .

قالت السابعة : زوجي عياياء - أو غياياء - طباقاء ، كل داء له داء ، [ ص: 281 ] شجك أو فلك أو جمع كلا لك .

وقالت الثامنة : زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب .

وقالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .

قالت العاشرة : زوجي مالك ، فما مالك ؟ مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح ، إذا سمعن يوما صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .

قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع ، فما أبو زرع ! أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط [ ص: 282 ] ودائس ومنق ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقنح .

أم أبي زرع ، فما أم أبي زرع ؟ ! عكومها رداح ، وبيتها فساح .

ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع ؟ ! مضجعه كمسل شطبة ، وتشبعه ذراع الجفرة .

ابنة أبي زرع ، فما ابنة أبي زرع ؟ ! طوع أبيها وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ .

جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ؟ ! لا تبث حديثنا تبثيثا ، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا .

قالت : خرج أبو زرع ، والأوطاب تمخض ، فلقي امرأة [ ص: 283 ] معها ولدان لها كالفهدين ، يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلا سريا ، وركب شريا ، وأخذ خطيا ، وأراح علي نعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجا فقال : كلي أم زرع وميري أهلك ، قالت فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .

قالت عائشة : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت لك كأبي زرع لأم زرع
.

التالي السابق


الخدمات العلمية