صفحة جزء
ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون .

[17] ولما أسر العباس يوم بدر، وعيره المسلمون بالكفر وقطيعة الرحم، وأغلظ علي له القول، قال العباس: وما لكم تذكرون مساوئنا، ولا تذكرون محاسننا، فقال له علي: ألكم محاسن؟ فقال: نعم، إنا نعمر المسجد الحرام، ونحجب الكعبة، ونسقي الحاج، فنزل ردا عليه: ما كان ما جاز ولا ينبغي.

للمشركين أن يعمروا مساجد الله قرأ أبو عمرو، وابن كثير، ويعقوب: (مسجد الله) على التوحيد، والمراد: الكعبة، والباقون: (مساجد) على الجمع، والمراد: جنس المساجد، والكعبة داخلة فيه، المعنى: ليس [ ص: 162 ] لهم الجمع بين أمرين متنافيين: عمارة متعبدات الله مع الكفر.

شاهدين على أنفسهم بالكفر بإظهار الشرك، وتكذيب الرسول، وعبادة الأصنام، وقول النصراني: أنا نصراني، وقول اليهودي: أنا يهودي، ونصب (شاهدين) على الحال.

أولئك حبطت أعمالهم لأنها لغير الله.

وفي النار هم خالدون لكفرهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية