صفحة جزء
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين . [ ص: 164 ]

[19] روي عن النعمان بن بشير قال: "كنت عند منبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أسقي الحاج، وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أعمر المسجد الحرام، فقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صليت فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما اختلفتم فيه، ففعل، فأنزل الله -عز وجل-:

أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام
والسقاية والعمارة: مصدرا سقى وعمر. وروي عن أبي جعفر أنه قرأ: (سقاة) بضم السين وحذف الياء بعد الألف (وعمرة) بفتح العين وحذف الألف على جمع ساقي والعامر، تقديره: أجعلتم أصحاب سقاية الحاج، وأصحاب عمارة المسجد.

كمن آمن كإيمان من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله المعنى: إنكار أن يشبه المشركين وأعمالهم المحبطة بالمؤمنين وأعمالهم المثبتة، ثم قرر ذلك بقوله:

لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين تنبيه على أن التسوية بينهم ظلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية