صفحة جزء
ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون . [ ص: 224 ]

[84] ولما حضر عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق الموت، بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل عليه، فقال: "أهلكك حب اليهود"، فقال: لم أبعث إليك لتؤنبني، بل لتستغفر لي، وطلب منه أن يكفنه بثوبه الذي يلي جسده، فكفنه - صلى الله عليه وسلم - دفعا لمنته؛ لأنه كان قد كسا العباس لما أسر يوم بدر قميصا؛ لأنه لم يكن بقدره قميص سوى ثوب ابن أبي، وصلى عليه، فكلم - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، فقال: "وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله؟ والله إني كنت أرجو أن يسلم به ألف رجل لما يرون من تبركه"، فروي أنه أسلم ألف من قومه لما رأوه يتبرك بقميص النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزل:

ولا تصل على أحد منهم مات أبدا لا تقف عليه للدفن، و (مات) ماضيا معناه الاستقبال؛ لأنه كائن لا محالة.

إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون فما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدها على منافق، ولا قام على قبره حتى قبض.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية