صفحة جزء
وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير .

[111] وإن كلا أي: وإن كلا من الأمم التي عددناهم المختلفين، المؤمنين منهم والكافرين. قرأ نافع، وابن كثير، وأبو بكر عن عاصم: (وإن) بإسكان النون على إعمال المخففة عمل الثقيلة اعتبارا لأصلها الذي هو التثقيل، وقرأ الباقون: بتشديدها.

لما قرأ أبو جعفر، وابن عامر، وعاصم، وحمزة: بتشديد الميم، والباقون: بالتخفيف، ووجه تخفيف (لما) أن اللام هي الداخلة في خبر (أن) المخففة والمشددة، و (ما) زائدة، واللام في ليوفينهم جواب قسم محذوف، وذلك القسم في موضع خبر (إن)، و (ليوفينهم) جواب ذلك القسم المحذوف، والتقدير: وإن كلا لأقسم ليوفينهم، ووجه تشديد (لما) الجازمة حذف الفعل المجزوم؛ لدلالة المعنى عليه، والتقدير: وإن كلا لما ينقص من جزاء عمله، ويدل عليه قوله: [ ص: 380 ]

ليوفينهم ربك أعمالهم لما أخبر [بعدم] انتقاص جزاء أعمالهم، أكده بالقسم، قالت العرب: قاربت المدينة ولما؛ أي: ولما أدخلها، فحذف أدخلها؛ لدلالة المعنى عليه، والله أعلم، تلخيصه: وإن جميعهم والله ليوفينهم ربك أعمالهم من حسن وقبيح، وإيمان وجحود.

إنه بما يعملون خبير تهديد ووعيد.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية